فصل: من لطائف وفوائد المفسرين:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الشنقيطي:

قوله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُم} الآية.
ظاهر هذه الآية الكريمة يدل على أن استحياء النساء من جملة العذاب الذي كان يسومهم فرعون.
وقد جاء في آية أخرى ما يدل على أن الإناث هبة من هبات الله لمن أعطاهن له وهي قوله تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} فبقاء بعض الأولاد على هذا خير من موتهم كلهم كما قال الهذلي:
حمدت إلهى بعد عروة إذ نجا ** خراش وبعض الشر أهون من بعض

والجواب عن هذا أن الإناث وإن كن هبة من الله لمن أعطاهن له فبقاؤهن تحت يد العدو يفعل بهن ما يشاء من الفاحشة والعار ويستخدمهن في الأعمال الشاقة نوع من العذاب، وموتهن راحة من هذا العذاب وقد كان العرب يتمنون موت الإناث خوفا من مثل هذا.
قال بعض شعراء العرب في ابنة له تسمى مودة:
مودة تهوى عمر شيخ يسره ** لها الموت قبل الليل لوانها تدرى

يخاف عليها جفوة الناس بعده ** ولا ختن يرجى أود من القبر

وقال الآخر:
والموت أكرم نزال على الحرم ** تهوى حياتي وأهوى موتها شفقا

وقال عقيل بن علفة المري لما خطبت عنه ابنته الجرباء:
إني وأن سيق إلي المهر ** عبد وألفان وذود عشر

أحب أصهاري إلى القبر

وقال بعض الأدباء:
سروران ما لهما ثالث ** حياة البنين وموت البنات

وفي القرآن إشارة إلى أن الإنسان يسوءه إهانة ذريته الضعاف بعد موته في قوله تعالى: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ}. اهـ.

.من لطائف وفوائد المفسرين:

.من لطائف القشيري في الآية:

قال عليه الرحمة:
{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} الآية.
من صبر في الله على بلاء أعدائه عوَّضه الله صحبة أوليائه، وأتاح له جميل عطائه؛ فهؤلاء بنو إسرائيل صبروا على مقاساة الضر من فرعون وقومه فجعل منهم أنبياءهم، وجعلهم ملوكًا، وآتاهم ما لم يؤت أحدًا من العالمين.
{وَفِى ذَلِكُمْ بَلاَءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} قيل نعمة عظيمة وقيل محنة شديدة. وفي الحقيقة ما كان من الله- في الظاهر- محنةً فهو- في الحقيقة لمن عرفه- نعمةٌ ومِنَّة. اهـ.

.من فوائد ابن عطية في الآية:

قال رحمه الله:
وقوله تعالى: {وإذ نجيناكم من آل فرعون} أي خلصناكم، و{آل} أصله أهل، قلبت الهاء ألفًا كما عمل في ماء، ولذلك ردها التصغير إلى الأصل، فقيل أُهَيْل، موَيْه، وقد قيل في {آل} إنه اسم غير أهل، أصله أول وتصغيره أويل، وإنما نسب الفعل إلى {آل فرعون} وهم إنما كانوا يفعلونه بأمره وسلطانه لتوليهم ذلك بأنفسهم.
وقال الطبري رحمه الله: ويقتضي هذا أن من أمره ظالم بقتل أحد فقتله المأمور فهو المأخوذ به، وآل الرجل قرابته وشيعته وأتباعه.
ومنه قول أراكة الثقفي: الطويل:
فلا تبك ميْتًا بعد ميْتٍ أجنّهُ ** عليٌّ وعباسٌ وآلُ أبي بكر

يعني المؤمنين الذين قبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأشهر في {آل} أن يضاف إلى الأسماء لا إلى البقاع والبلاد، وقد يقال آل مكة، وآل المدنية، وفرعون اسم لكل من ملك من العمالقة مصر، وفرعون موسى قيل اسمه مصعب بن الريان.
وقال ابن إسحاق: اسمه الوليد بن مصعب.
وروي أنه كان من أهل اصطخر، ورد مصر فاتفق له فيها الملك، وكان أصل كون بني إسرائيل بمصر نزول إسرائيل بها زمن ابنه يوسف عليهما السلام.
و{يسومونكم} معناه: يأخذونكم به ويلزمونكم إياه ومنه المساومة بالسلعة، وسامه خطة خسف و{يسومونكم} إعرابه رفع على الاستئناف والجملة في موضع نصب على الحال، أي سائمين لكم سوء العذاب، ويجوز أن لا تقدر فيه الحال، ويكون وصف حال ماضية، و{سوء العذاب} أشده وأصعبه.
قال السدي: كان يصرفهم في الأعمال القذرة ويذبح الأبناء، ويستحيي النساء.
وقال غيره: صرفهم على الأعمال: الحرث والزراعة والبناء وغير ذلك، وكان قومه جندًا ملوكًا، وقرأ الجمهور {يذبِّحون} بشد الباء المكسورة على المبالغة، وقرأ ابن محيصن: {يذبحون} بالتخفيف، والأول أرجح إذ الذبح متكرر. كان فرعون على ما روي قد رأى في منامه نارًا خرجت من بيت المقدس فأحرقت بيوت مصر، فأولت له رؤياه أن مولودًا من بني إسرائيل ينشأ فيخرب ملك فرعون على يديه.
وقال ابن إسحاق وابن عباس وغيرهما: إن الكهنة والمنجمين قالوا لفرعون: قد أظلك زمن مولود من بني إسرائيل يخرب ملكك.
وقال ابن عباس أيضًا: إن فرعون وقومه تذاكروا وعد الله لإبراهيم أن يجعل في ذريته أنبياء وملوكًا، فأمر عند ذلك بذبح الذكور من المولودين في بني إسرائيل، ووكل بكل عشر نساء رجلًا يحفظ من يحمل منهن.
وقيل: وكل بذلك القوابل.
وقالت طائفة: معنى {يذبحون أبناءكم} يذبحون الرجال ويسمون أبناء لما كانوا كذلك، واستدل هذا القائل بقوله تعالى: {نساءكم}.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: والصحيح من التأويل أن الأبناء هم الأطفال الذكور، والنساء هم الأطفال الإناث، وعبر عنهن باسم النساء بالمآل، وليذكرهن بالاسم الذي في وقته يستخدمن ويمتهنَّ، ونفس الاستحياء ليس بعذاب، لكن العذاب بسببه وقع الاستحياء، و{يذبحون} بدل من يسومون.
قوله تعالى: {وفي ذلكم} إشارة إلى جملة الأمر، إذ هو خبر فهو كمفرد حاضر، و{بلاء} معناه امتحان واختبار، ويكون {البلاء} في الخير والشر.
وقال قوم: الإشارة {بذلكم} إلى التنجية من بني إسرائيل، فيكون {البلاء} على هذا في الخير، أي وفي تنجيتكم نعمة من الله عليكم.
وقال جمهور الناس: الإشارة إلى الذبح ونحوه، و{البلاء} هنا في الشر، والمعنى وفي الذبح مكروه وامتحان.
وحكى الطبري وغيره في كيفيه نجاتهم: أن موسى عليه السلام أوحي إليه أن يسري من مصر ببني إسرائيل فأمرهم موسى أن يستعيروا الحلي والمتاع من القبط، وأحل الله ذلك لبني إسرائيل، فسرى بهم موسى من أول الليل، فأعلم فرعون فقال لا يتبعنهم أحد حتى تصيح الديكة، فلم يصح تلك الليلة بمصر ديك حتى أصبح، وأمات الله تلك الليلة كثيرًا من أبناء القبط فاشتغلوا في الدفن وخرجوا في الأتباع مشرقين، وذهب موسى إلى ناحية البحر حتى بلغه، وكانت عدة بني إسرائيل نيفًا على ستمائة ألف، وكانت عدة فرعون ألف ألف ومائتي ألف.
وحكي غير هذا مما اختصرته لقلة ثبوته، فلما لحق فرعون موسى ظن بنو إسرائيل أنهم غير ناجين، فقال يوشع بن نون لموسى أين أمرت؟ فقال هكذا وأشار إلى البحر فركض فرسه فيه حتى بلغ الغمر، ثم رجع فقال لموسى أين أمرت، فوالله ما كذبت ولا كذبت، فأشار إلى البحر، وأوحى الله تعالى إليه، {أن اضرب بعصاك البحر} [الشعراء: 63]. وأوحى إلى البحر أن انفرق لموسى إذا ضربك، فبات البحر تلك الليلة يضطرب فحين أصبح ضرب موسى البحر، وكناه أبا خالد فانفرق وكان ذلك في يوم عاشوراء. اهـ.

.من فوائد ابن عرفة في الآية:

قال رحمه الله:
قوله تعالى: {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ}.
قال ابن عرفة: معطوف على اذْكُرُوا عطف الجملة أو على {نِعْمَتِيَ} فالعامل فيه {اذْكُرُوا} المتقدم على الفعل في المفعول به، أو عطف على {عَلَيْكُمْ} فالعامل فيه {أنعمت} عمل الفعل في الظرف.
قلت: وهذا باطل لأن {أنعمت} في صلة الموصول فكذلك معمولها وما عطف عليه وقد فصل بينهما بأجنبي وهو {واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئا} قوله تعالى: {يَسُومُونَكُمْ سواء العذاب}.
قال الطيبي: السّوم مفرد في اللّفظ مركّب في المعنى لأنه طلب البغي على الغير فمعناه مركب من الطلب والإضرار بالغير.
قال ابن عرفة: لا يسمى هذا مركبا إنما المركب عندهم ما كان كلفظ مركب ولفظ مجمل ولفظ النسبة.
فإنها لا تعقل إلا بالشيئين المناسبين.
قال ابن عطية: وإنما نسب الفعل إلى آل فرعون وهم إنما فعلوه بأمره لمباشرتهم ذلك.
قال الطبري: إن من أمره ظالم بقتل أحد فقتل إنه المأخوذ به لا الآمر.
قال ابن عرفة: هذا هو المشهور عندنا وذكره الشيخ ابن رشد في البيان والتحصيل وأظنه في كتاب السلطان واللّخمي في الغصب وذكره ابن يونس فر فروع آخر الغصب عن ابن أبي زيد من أخبر لصوصا أو غاصبا بظهر رجل، ومن قدّم رجلا إلى ظالم إنّه يغرمه مالا يجب عليه، انظرها، وفي الحج الثالث إذا دل محرم على صيد محرما أو حلالا فقتله المدلول عليه فلا شيء على الدال وإن أمر بقتله فعليه جزاء واحد وإن كان المأمور عبدا وإلاّ فلا.
هذا هو المشهور.
ونقل ابن يونس عن أشهب في كتاب ابن المواز: أنه إن دل محرما على صيد فقتله فعلى كل واحد منهما جزاء وإن دل حلالا فلا شيء على الدال.
وقال التونسي: الصواب بأن الجزاء لئلا يبقى الصيد بلا جزاء لأنه إذا وجب الجزاء حيث يكون المدلول محرما فأحرى إذا كان حلالا وهو عكس المشهور.
وذكر ابن بشير الأول والثالث وزاد إن دل حلالا وجبت عليه الدية إذ لا يمكن إسقاطها.
وإن دل حراما لم تجب لاستقلال المدلول بها فجاءت أربعة أقوال.
وإن أمسك الصيد لرجل فقتله قال في المدونة: إن كان القاتل حلالا أدّاه الماسك وإن كان حراما أدّاه القاتل.
وقال سحنون: لا شيء على الماسك.
ابن يونس: وقال التونسي: وانظر هل يلزم على مذهب أشهب إذا دل أحد على مال رجل فأخذه، أو على قتله فقتله؟ فإنه يقتص منه ويغرم المال لأنه لم يتوصل إليه إلا بدلالته.
قوله تعالى: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ}.
كانوا أضروهم بقتل الذكور لانقطاع النسل وإحياء النساء للإذلال والمعرة وقد كانوا هم يكرهون استحياءهم خوف المعرة والإذلال.
وقال في سورة إبراهيم: {وَيُذَبِّحُونَ} بالواو وهنا بغير واو.
قال ابن عرفة: الجواب أما بأن العطف بالواو تفسير كما قال الشيخ ابن رشد في المقدمات في قوله تعالى: {وَمِنْهُمُ الذين يُؤْذُونَ النبي وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ} وإما بأن يكون {ويُذَبِّحُونَ} معطوفا على فعل مقدر يكون ذلك الفعل تفسير الأول، وإلا فالقصة واحدة.
فإما أن يكون الثاني هو الأول فيهما، أو مغايرا له فيهما لأن العطف يقتضي المغايرة، وعدم العطف يقتضي الموافقة فكيف الجمع بينهما؟
قلت: وتقدم لنا الجواب في الختمة الثانية في سورة إبراهيم حيث قال ابن عرفة: وعادتهم يجيبون بأن المنّة في آية البقرة وقعت من الله تعالى: {نَجَّيْنَاكُمْ} فأسند الفعل إلى نفسه والملك لكل الأشياء عنده حقير فلذلك أتى بالجملة {يذبحون} مفسرة للأول غير معطوفة فكأنها شيء واحد إذ لا يستعظم الأشياء إلا العاجز فالألف دينار لا قدر لها عند الغني وهي عند الفقير مال جليل.
وأما سورة إبراهيم فالامتنان فيها من موسى عليه السلام لأن أول الآية: {وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ} فهي حكاية صدرت من موسى لقومه، فناسب المبالغة بالعطف فيها المقتضي للتعدد والمغايرة لتكثر أسباب الامتنان.
قلت: وأجاب صاحب درة التنزيل بأن آية إبراهيم وقعت في خبر عطف على خبر آخر قبله وهو {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا موسى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ} {وَإِذْ قَالَ موسى لِقَوْمِهِ} فيبقى معنى العطف في {يُذَبِّحُونَ} لأنه هو وما عطف عليه داخل في جملة معطوفة فالمقام مقام فصل وأما آية البقرة أخبر فيها بخبر واحد وهو إخباره عن نفسه بإنجائه بني إسرائيل فلذلك لم يعطف وأخبر في إبراهيم بخبرين معطوفين فلذلك عطف.
قلت: وأيضا فالجمل المتقدمة في البقرة طلبية وهي {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذكروا} واتَّقُواْ، وجملة: {يُذَبِّحونَ} خبرية فليست مشاكلة لها بخلاف في سورة إبراهيم فإنها كلها خبرية وقد نص ابن أبي الربيع على أن المشهور أنه لا يعطف الخبرية على الطلبية ولا العكس.
وأجاب القاضي أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير بأن هذه الآية مشتملة على استيفاء القصص، وسورة إبراهيم على إيجاز القصص، والأمران سائغان عند العرب قال شاعرهم:
يرمون بالخطب الطوال وتارة ** رمي الملاحظ خيفة الرقباء

فذكر في البقرة سوء العذاب مجملا، ثم البينة بذبح الذكور وإحياء النّساء لأن القصد الإطناب بدليل زياده {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ البحر} وأشار في السورة الأخرى بقوله: {يَسُومُونَكُمْ سواء العذاب} إلى جملة ما امتحنوا به من فرعون وقومه من استخدامهم وإذلالهم بالأعمال الشاقة وذبح الذكور واستحياء النساء ثم جرد منها أعظمها امتحانا، فعطفه لأنه مغاير لما قبله فقال: {وَيُذَبِّحُونَ} إشعارا بشدة الأمر فيه، وهو مما أجمل فيه، كما ورد في قوله تعالى: {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وملائكته وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ} خصصهما بالذكر إعلاما بمكانهما.
قال ابن عرفة: فإن قلت: لم قال هنا: {نَجَّيْنَا} وفي الأعراف {أَنجَيْنَا} فالجواب: بأن القصد هنا كثرة تعداد وجوه الإنعام فيه فبدأ ب {يا أيها الناس اعبدوا رَبَّكُمُ} إلى آخرها وكلها إنعام، ثم قال: {يَا بَنِي إسْرَائِيلَ} فلما كان موضع تعداد النعم ناسب التضعيف في {نَجَّيْنَاكُمْ} وأيضا فهو مناسب للتضعيف في {يُذَبِّحُونَ} الأعراف إنما فيها {يُقَتِّلُونَ} فرُوعِيَ مناسبة اللّفظ فيما بعد، والمعنى فيما قبل، انتهى.
قال ابن عرفة: وإنما قال: {نِساؤُكُمْ} ولم يقل: ببناتكم كما قال: {أَبْنَاءَكُمْ} تسمية للشيء بما يؤول إليه، وإشارة إلى قصدهم المعرة، واستحقار بناتكم.
قوله تعالى: {وَفِي ذَلِكُم بلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ}.
البلاء: إما قدر مشترك بين الخير والشر أو لفظ مشترك، ويجيء فيه تعميم المشترك فيبتلى الإنسان بالخير ليشكر، والشر ليصبر.
قال الله تعالى: {هذا مِن فَضْلِ رَبِّي ليبلونيا ءَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ} قال ابن عطية: معناه الامتحان والاختبار.
قال ابن عرفة: في هذه العبارة قلق، وينبغي أن يفهم بما قال الزمخشري في غير هذا الموضع: إنه يفعل بهم فعل المختبر لأن الاختبار من لوازمه الجهل، وهو مستحيل عن الله عز وجل. اهـ.